SemSema مشرفة القسم الأسلامى العام وقسم التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: قال تعالى: “وأنفقوا في سبيل الله " الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 1:03 pm | |
| قال تعالى: “وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين” (البقرة:195). لفظ التهلكة لغة في المعاجم من نوادر المصادر، وليس فيما يجري على القياس، والتهلكة كل شيء يفضي الى الهلاك يقول علماؤنا المفسرون في تفسير هذه الآية الكريمة: “وانفقوا في سبيل الله” أي ابذلوا انفسكم وأموالكم في طاعته ومراضيه سواء الجهاد وغيره، كصلة الرحم ومراعاة الضعفاء والفقراء من عباد الله. وقوله تعالى: “ولا تلقوا بأيديكم” عبر بالايدي عن الأنفس اكتفاء بالجزء الأهم من النفس كقوله في الآية 30 من سورة الشورى: “وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم” أي انفسكم. وقوله تعالى: “الى التهلكة” أي الى الهلاك أي الى اسبابه، ومن اسباب الهلاك امساك الأموال والانفس عن الجهاد، لأن بهذا الامساك والتقاعس يشتد العدو ويقوى وتكثر المصائب في الدين والذل لأهله كما هو حادث فينا اليوم ومشاهد، وهل من تهلكة اشد مما فيه نحن اليوم في واقع حياتنا الاسلامية المعاصرة؟ ومفهوم البعض منا في حياتنا المعاصرة ربما لا يختلف عن مفهوم بعض السلف ممن ظنوا ان المقصود في “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” هو الاندفاع بتهور فيما يمكن ان يودي بحياتنا، وكثيرا ما جاءت التحذيرات من عدم التهور في كذا.. وكذا، ويا فلان انك تلقي بيدك إلى التهلكة في هذا الأمر الذي انت مقدم عليه. والتعبير القرآني عن معنى هذا اللفظ يختلف تماما عما ذهبنا اليه. وقديما قالوا حسبما جاء في بعض التفاسير ان رجلا من المهاجرين حمل على صف العدو، فصاح به الناس: القى بيده الى التهلكة، فقال ابو ايوب الانصاري: نحن اعلم بهذه الآية، إنما انزلت فينا، صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصرناه وشهدنا معه المشاهد، وآثرناه على اهلينا وأموالنا وأولادنا. فلما وضعت الحرب اوزارها، رجعنا الى اهلينا واموالنا واولادنا نصلحها ونقيم فيها، فكانت التهلكة: الاقامة في الأهل والمال وترك الجهاد. اذن مفهوم الآية الكريمة على هذا النحو الذي عرضناه وليس على حسب الفهم المغلوط السائد حولها. ان حالنا اليوم هو ما مر عليه جماعة الانصار عندما كثرت الاموال ووضعت الحرب اوزارها ولكنهم عندما نزل قول الحق تبارك وتعالى سارعوا في مغفرة من الله ونجو بانفسهم من التهلكة، فهل في واقعنا المعاصر من سبيل لكي نحذو حذو الفئة المؤمنة، والقرآن الذي نزل نديا طريا في زمانهم بالوحي يتنزل على الحبيب المصطفى، لم يزل بين ايدينا لم يتغير ولم يتبدل، ولكننا نحن للأسف الذين تغيرنا وتبدلنا. ان الواحد منا تجده لا يهون عليه ان يترك متجره ولو لدقائق معدودات لأداء الصلاة في جماعة بالمسجد الذي يقع خلف متجره، فما بالك ببذل الأموال والأنفس لحماية الدين وقهر العدو؟ إنها التهلكة نسأل الله العافية | |
|