SemSema مشرفة القسم الأسلامى العام وقسم التسلية والترفيه
عدد الرسائل : 27 تاريخ التسجيل : 04/10/2009
| موضوع: خصائص ليست لغيره . الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم ) الثلاثاء أكتوبر 06, 2009 1:38 pm | |
| خصائص ليست لغيره حبا الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم بخصائص وميزات لم تكن لغيره من البشر، لأنه أحبهم إليه، وأكرمهم عنده، حيث جمع الله له المحامد كلها فكان محمداً، ورفع قدره وذكره فكان سيداً، وجعل له من الخصائص ما تميز بها عن غيره من الأنبياء والمرسلين ومن المصطفين المقربين.
النبوة
وأولى هذه الخصائص المحمدية: (النبوة)، فقد جعله الله جل وعلا خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، فهو إمامهم وقائدهم، ختم الله به الرسالات، ودحض به الضلالات. قال سبحانه وتعالى: “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي..” وذكر منها: “وختم بي الرسالات”. وكان اصطفاء الله تعالى له اصطفاء نبوة، واصطفاء نسب، واصطفاء زمن. أما اصطفاء النبوة فقد قال الله تعالى: “الله أعلم حيث يجعل رسالته”. وأما اصطفاء النسب، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”. وأما اصطفاء الزمن، ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم: “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”. وكان هذا الاصطفاء العظيم لأن العرب كانوا لا يسمعون إلا لذوي الأنساب العالية الرفيعة فيهم، ولأن الدعوة في مهدها كانت بحاجة إلى قوة تحميها وتؤازرها. إذن، فالنبوة الخاتمة له صلى الله عليه وسلم وحده، ومن جاء من بعده يدعيها أظهر الله كذبه، وكشف زيفه وضلاله، كما فعل مع مسيلمة حين ادعى النبوة فألصق الله به وصف الكذاب الذي لا يعرف إلا به، فلا يذكر مسليمة إلا ويقال: الكذاب.
الوحي
وثانية هذه الخصائص المحمدية: (الوحي) فالقرآن الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لم ينزل على أحد من قبله، ولن ينزل على أحد من بعده، فقد أنزل الله تعالى قوله: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً”. فهو كتاب الله المتين، وذكره الحكيم، وصراطه المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يَخْلَق مع كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء، ولا تنقضي عجائبه. من تكلم به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم. فيه الشفاء من كل داء، والمنقذ من كل علة، والمخرج من كل فتنة، والجواب لكل سؤال. فيه خبر من قبلكم، وحكم ما بينكم، ونبأ ما بعدكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.
فالوحي بجميع صوره التي كان يتنزل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من خصائصه وحده عليه الصلاة والسلام، لا يشاركه فيه أحد من خلق الله تعالى، وكان الوحي يتنزل عليه مثل صلصلة الجرس تارة، وفي صورة أعرابي تارة أخرى أو في صورة الصحابي (دحية الكلبي)، أو في صورته التي خلقه الله عليها، وكان أمين وحيه هو جبريل عليه السلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفصد عرقاً عند نزول الوحي، ولا ينسى منه شيئاً.
قلب لا ينام
* أما ثالثة الخصائص المحمدية: فهو (نوم عينيه دون قلبه). هل سمعتم عن بشر إذا نام في ليل أو نهار تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ إنه الحبيب صلى الله عليه وسلم لأن قلبه يقظ دائماً لا ينام أبداً، ولا يطوي صفحة الوحي فيه ولو لبضع ساعات، والشاهد على هذا ملائكة السماء، حين تنزل اثنان منهما يضربان لرسول الله صلى الله عليه وسلم المثل وهو نائم، فيقول أحدهما: إنه نائم، فيقول الآخر: “إن العين نائمة، والقلب يقظان”.
نعم يقظان!! يقظان متفكراً متأملاً في ملكوت الله، يقظان متعبداً بين يدي الله، يقظان ينبض بتوحيد الله وحب الله جل في عُلاه. فحال قلبه في اليقظة كحاله في المنام لا يختلفان ولا يتضادان، فلا أضغاث أحلام تقلقه، ولا أوهام شيطان تزعجه، وإذا رأى، كانت الرؤيا الصادقة التي هي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. وإذا كنا نتحدث عن حال قلبه أثناء نومه فليس معنى هذا أنه كان ينام كما ننام، كلا وربي بل كان معظم ليله قائماً ممتثلاً أمر ربه جلا وعلا، لتكون له الخاصية الرابعة “يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا”. “ومن الليل فتجهد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً”، فكان قيامه صلى الله عليه وسلم على سبيل الوجوب أما أمته فقيامها على سبيل النافلة.
دخل عطاء وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فقال عبيد: حدثينا عن أعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي فقال: (يا عائشة ذريني أتعبد لربي). قلت: يا رسول الله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بل حجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، وجاء بلال يؤذن للصلاة (صلاة الصبح) فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد أنزل الله آيات، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها). ثم تلا قول الله تعالى: “إن في خلق السماوات والأرض لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض... الآية | |
|