أسدل الستار على النسخة السادسة والعشرين من بطولة امم افريقيا لكرة القدم بعد منافسة قوية بين ستة عشرة منتخبا من جهة وبين ستة عشره مدربا من جهة أخرى ، وفى النهاية كانت الكلمة مصرية من ناحية اللاعبين ومن ناحية المدربين ، فرغم وجود العديد من القادة خلف الخطوط الا أن اليد العليا فى النهاية كانت للمدرب العربى المصرى المعلم حسن شحاته ..
حسن شحاته أحسن القيادة ، وأثبت بأن المدرب المحلى لايقل عن غيره فى شىء متى وجد المناخ المناسب لتأدية مهامه وابراز قدارته ، فليس سهلا أن يصنع المدرب مجدا ونصرا غاليا ، وأن يحافظ بعد عامين على هذا المجد والأنتصار ، هذا ماقام به فعلا مدربنا العربى حسن شحاته الذى يستحق منا تقدير أنجازاته بتقديمه لزوارنا الكرام فى هذه المساحة المتواضعة التى نعلم بأنها لاتفى بأى شكل من الأشكال جزء مما قدمه ( المعلم ) سواء كان لاعبا متميزا ورائعا أو كان مدربا ذا عقل مدبر وراجح ..
حسن شحاته اسم لشخصية كبيرة عشقت كرة القدم حتى النخاع ، ولأنه أحب هذه اللعبه الأكثر شعبية فى العالم فقد أحبته ايضا وأعطته من الشهرة والمجد مايفخر به كل مصرى وعربى ، فبعد عشرة أعوام من ابصاره للنور فى التاسع عشر من شهر يونيو عام 1947 ، بدأ مشواره مع كرة القدم كأى طفل صغير طامح فى أن يكون اسما ذهبيا يوما ما ، وقد كانت البداية فى مسقط رأسه مع فريق كفر الدوار أحد فرق الدرجة الثانية بمحافظة البحيره ، وفى عام 1966 تفجرت موهبته حيث انضم الى نادى الزمالك العريق وأكد حسن شحاته فى أول ظهور له فى أول مباراة مع الزمالك قدرته العاليه على أقناع الجميع عندما سجل ثلاثة أهداف لينال أعجاب الجميع اللذين لم يخفوا أعجابهم بقدراته وتوقعاتهم بأن شأنه سيكون كبيرا فى عالم كرة القدم ..
بعد هذا الأنضمام بنحو عام صنع شحاته تاريخا فريدا وتعود حكاية هذا التاريخ الى أنضمامه فى فترة حرب 67 حسب أتفاق مبرم بين الزمالك وكاظمة الكويتى ليلعب فى فريق كاظمة الكويتى ، ومع هذا النادى العريق تألق حسن شحاته ليقوده من الدرجة الثالثه الى الثانية ثم الى الأولى ويتم أختياره لأول مرة الى صفوف المنتخب المصرى الذى لعب معه أول مباراة امام المنتخب الليبى عام 69 وخلال فترة تواجده بالكويت لعب شحاته ايضا فى صفوف المنتخب الكويتى العسكرى والمنتخب الكويتى الأول الذى شارك معه فى بطولة امم اسيا ، ومن ابرز انجازته فى الكويت واسيا تحصل على لقب أفضل لاعب فى اسيا عام 1970 ليكون اللاعب المصرى الوحيد الذى ينال هذا اللقب ..
وأذا كانت مغادرة شحاته لمصر قد تزامنت مع حرب 67 فأن عودته من الكويت كانت فى حرب أكتوبر عام 1973 ومع منتخب بلاده مصر وبعد عام من عودته كان كعادته ملفتا ورائعا حيث شارك فى اربع بطولات امم افريقيا كان فى أولها عام 1974 بمصر أفضل لاعب فى البطولة لتتواصل حكاية التميز مع حسن شحاته بحصوله على لقب افضل لاعب فى مصر عام 1976 ويستحق وسام الرياضة من الطبقة الأولى عام 1980 ..
وعلى مستوى عالم التدريب بدأ المعلم شحاته رحلته بعد اعتزاله للعب عام 1983 وسط طموحات كبيرة لتحقيق الأفضل دائما متسلحا بمواكبة الجديد وبذكاء حاد أكدت الأيام بأنه كان من اهم عوامل النجاح لهذا المدرب المتألق والمبدع ..
فبعد البداية مع صغار الزمالك شغل منصب مساعد مدرب المنتخب المصرى لفترة قصيرة ، تحول بعدها الى الأمارات العربيه المتحده حيث كانت له تجربة مع الوصل ثم عاد الى بلده من جديد ليقود الأتحاد السكندرى فى بداية التسعينيات وبخلاف هذه المحطات كانت له محطات أخرى مع بعض الفرق المصرية مثل السويس والشمس والمنيا والشرقيه التى عانق معها بنجاح رحلة اللصعود الى دورى الأضواء واضافة الى ذلك كان فى ابرز انجازته ربانا رائعا للمقاولون العرب الذى قاده بكل حكمه للفوز بلقبين غاليين على القطبين العريقين الأهلى والزمالك حيث انتزع كأس مصر من الأهلى وكأس السوبر من الزمالك ، والى جانب تجارب المعلم مع هذه الأندية لاننسى تجربته مع احد الفرق الليبية وهو فريق الأهلى بنغازى فعلى الرغم من قصر فترة تواجده مع الأهلاويين الا أنهم يعتزون بها كثيرا من ناحية التواصل مع واحد من ابرز المدربين العرب الذى تواصل بعد هذه التجربة مع الأبداع والأبهار فى مجال التدريب ..
بعد هذه الرحلة العامرة بالجد والأجتهاد والعطاء كان شحاته مع موعد أخر مهم على مستوى محطته التدريبيه حيث تولى عام 2004 مهمة تدريب المنتخب المصرى الأول خلفا للأيطالى تارديللى ومنذ توليه ارتفعت اسهمه من عام لأخر ليكون المعلم أمبراطور القارة السمراء فى بطولة امم افريقيا عام 2006 بمصر ، ولأنه من نوابغ التدريب أكد بصمته فى هذا العام عندما أحتفظ باللقب متغلبا على العديد من الأسماء الشهيرة فى عالم التدريب مثل الألمانى أو توفستر والفرنسى جيلى وغيرهم ليكون شحاته المدرب المصرى الوحيد الذى يعانق لقب القارة السمراء مرتين متتالتين ..
اسطر قليله حاولنا من خلالها تقديم تاريخ المعلم حسن شحاته الطويل فى انصاف منا لجهد متميز لأحد مدربينا العرب ، فهنيئا لشحاته المعلم بماقدمه من رحلة طويلة مليئة وزاخرة بكل ماهو متميز سواء كان لاعبا رائعا أو مدربا فذا ، والى ان يتجدد الموعد مع انجاز أخر وبطولة أخرى نردد دائما هذا الهتاف الذى أقترن بأسمة عند اخواننا المصريين ( حسن شحاته يامعلم خللى الشبكة تتكلم ) ..