من المسلم به إن الحجاب فرض على المرأة المسلمة. وقد تفاوت تطبيق هذا النص التشريعي فكان منه فرض انكفاء النساء في مساكنهن ومحيط عوائلهن والمحيط النسوي الذي أخذ يتقلص في الحياة الاجتماعية المعاصرة بفعل الحضارة وانشغال الناس في عوالمها. وأدى ذلك إلى انعدام الكثير من الفرص الاجتماعية والترفيهية للمرأة التي تريد الالتزام بقيمها الإسلامية، ومنها الحجاب. وهناك، من أخذن بالتحلل من هذه الفريضة بنسب مختلفة، ليس من أجل الترفيه فقط، بل اعتقاداً منهن بأن الحجاب معوقٌ في تقدمهن في ساحات العمل والانتاج. إننا في هذا البحث لا نجزم بأن هناك فريقين، الملتزمات بالقواعد الإسلامية بحجابهن، وغير الملتزمات بالحجاب إلا إنهن ملتزمات بالواجبات الإسلامية الأخرى، حيث إن الكثير من اللواتي لا يرتدين الحجاب ملتزمات بقواعد الحشمة في لباسهن وسلوكهن. إن ظاهرة انتشار الحجاب نتيجة للوعي الإسلامي الذي أخذ ينتشر عبر مختلف القارات إلى درجة أصبح فيها التنوع والإبداع في طرحاته (موظاته) أمراً شائعاً، والكثير منه جمع بين متطلبات القيم الإسلامية وبين قدرة العقل الإنسانـي على الإبداع الجمالي والتكيف، متماشياً مع تطور الحضارات، مما أبرز قطاعاً اقتصادياً يعيش الكثير من الناس على موارده، مثل القائمين بالتصميم والتصنيع والتسويق والنشر والإعلان لهذه المنتجات. وبدأت موظات الحجاب تغزو الأسواق، والإقبال عليها يشتدّ خاصة من قبل الشابات اللواتي هن في مقتبل العمر. وقد تصدرت موظات الحجاب الجميلة صفحات المجلات والصحف وحتى التلفزيون، وهناك مجلة أو أكثر متخصصة تصدر باسم الحجاب.