الحب شرعاً وقانوناً
الحب شرعاً وقانوناً....؟
أريد ان ابدأ حديثي عن الحب بسؤال بسيط جداً.... هل الحب حرام؟
أظن أن هناك البعض الذي يقول : طبعاً حرام.
والبعض الآخر الذي سوف يقول : لا طبعاً مش حرام.
إذا فلنستخلص معاً حلاً لهذه المشكلة .....
أولاً وكبادية لحديثي عن الحب ، أريد أن أجيب علي هذا السؤال من وجهة نظري: الحب ليس حرام هذا والله أعلم فأنا لا أستطيع الإفتاء.
فالحب غريزة قد خلقها الله بداخلنا لانستطيع فعل شئ حيالها، فالحب أساس الكون و مصبر القلوب علي المصائب والضرائر.
فلا يستطيع أي انسان التصدي للحب، وليس هناك نص قانوني يمنع من الحب أو من الشعور بوجه عام.
ولكن أريد أن أوضح نقطة أن الحب الذي أتحدث عنه، هو إحساس الحب في حد ذاته وليس بمفهومه الدارج في الجامعات من إختلاط وغيره.........
فالحب موجود منذ بداية الخلق، من بداية خلق آدم و وحواء.
وعندما سألت الملائكة (آدم هل تحب حواء يا آدم فقال نعم، وعندما سؤلت حواء هل تحبين آدم فقالت لا ، وكان في قلبها أضعاف أضعاف أضعاف ما بقلبه من حب ).
ولكن كيف نستطيع إثبات أن الحب شئ معترف به في ديننا وفي قرآننا، تعالوا معي نستدل علي هذا من القرآن الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
"وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه، قد شغفها حبّاً إنا لنراها في ضلال مبين"
صدق الله العظيم
وإذا تحدثنا عن الحب كشعور لا دخل لأي بشر فيه فنجد في القرآن :
بسم الله الرحمن الرحيم
" إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلي أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين "
صدق الله العظيم
وهذا دليل علي ان الحب في حد ذاته احساس لا يستطيع اي بشرٍ ان يتحكم فيه، فما بال سيدنا يعقوب وهو نبي الله ويعلم ان التسوية في حب أولاده من شرع الإسلام ولكن هذا شئ قد أوجده الله في قلبه ولم يكن له فيه أي يد .
وإذا اتجهنا إلي أفضل خلق الله وأعظمهم ( سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم )، فسوف نجده أعظم المحبين وأقدرهم، ولكن من هم اللذين احبهم الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم......؟ كانت السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي كانت زوجته، فقد كان النبي يحبها حباً شديداً يفوق كل الخيال، فمن احدي الحكايات : عن عمرو بن العاص لما جاء للنبي صلي الله عليه وسلم وكان عائداً من سرية اسمها " ذات السلال "، وكان عائد منها منتصراً فأراد عمرو ان يكون له نصيب في قلب الرسول صلي الله عليه وسلم فقال له : ( من أحب الناس إليك، فقال : عائشة ) ، إذا فالرسول إيضاً أحب، فكيف يكون الحب حرام ؟ ولكن دعوني أذكركم بمفهوم الحب الذي أقصده، الحب كشعور نبيل وعفيف لا تشوبه العلاقات التي جميعنا نعلمها من إختلاط وغيره....... ولكن يا شباب ويا بنات لما العجله؟ أعلم أن بداخل كل واحدٍ منكم مشاعر كثيرة وأحاسيس غزيرة يريد أن يخرجها من داخله، ألا أدلكم علي الطريق (((( حب الله )))) أتحسه يا أخي؟ أتحسينه يا أختاه؟ فكري فيـه ....... حب الله !
أترين يا أختاه إن أعطيت كل مشاعرك وحبك ورغبتك في التقرب من الحبيب، إلي الله ماذا سيكون حالك؟
ألا تخجلين من وضع أحدٍ بقلبك غير الله؟ ألا تخجلين من قول يا حبيبي ومناجاته لغير الله؟
دعيني أسألك سؤال : لماذا تصلين و وتذكين و تصومين ؟ لماذا تعبدين الله ؟
أعلم أنك ستقولين لأن الله أمرنا بذلك .
ولكن لما لا تكون عبادتك لله، لأنه الله ... لأن الله جميل جداً لأنه أنعم عليك بالكثير والكثير، لأنه رب الكون ونور السماوات والأرض، أتجدين أجمل من الله لتحبينه؟ أتجدين أعظم من الله لتحبينه؟ أتجدين أحّن من الله عليك لتحبينه؟
أعلم أنك ستقولين أن حب الرجل شئ وحب الله شئ آخر، ولكن لماذا تحيرين قلبك ومشاعرك وتنتظرين وترهقين نفسك مع الأمل الذي لا نعلم إن كان سيتحقق أم لا.سوف أقول لكِ أمراً جميلاً، عندما تحبين شخصاً جداً وتفعلين كل شئ لكي ترضيه ألا يحبك؟ بالفعل سوف يحبك، وفي حالة حبه لكِ ألن يفعل لكِ كل ما تطلبينه منه؟ بالفعل سيفعل، هكذا الله ... لما لا تحبين الله وتتضرعين إليه وتطلبين منه ما تشائين (( يارب ارزقني زوجاً صالحاً يعينني علي طاعتك، يارب هب لي اولاداً ينشؤون علي طاعتك، يارب اجعلني واسرتي في الجنة )) أتظنين أنك بعد أن احببت الله سيردك من بابه؟ لا والله فالله خير مجيب بسم الله الرحمن الرحيم " قال ربكم ادعوني استجب لكم " صدق الله العظيم. إن كنتِ يا أختاه تحبين شاباً، أو يا أخي ان كنت تحب فتاة، لما لا تقل لها تقربي من الله وادعي الله ان يجمعنا علي طاعته و حسن عبادته وأن يجمعنا في جنات الخلد وأن يعينكما الله علي الفراق المؤقت للقاء والجمع المؤبد؟ لما لا تقل لها أن الله قد هداك إلي طريقه وأنك تحبها وتريدها شريكةً لك ولكن الله يطلب منك أن تتق الله فيها ولا تقابلها وتغضبه فيعاقبك فيها ويحرمك منها؟ لما يا أختاه لا تقولين للشاب الذي تحبينه أني سأسأل الله أن يجمعنا علي طاعته ولكن لن ألقاك بعد اليوم وذلك لكي يستجيب الله لي ويجمعنا؟ لما يا شباب تفضلون المكسب القريب وتتركون المكسب البعيد؟!
أريد ان تضع كل فتاه ويضع كل شاب في رأسه فكرة أن الله يخيركم ما بين أيام قلائل تقضونها متوهمين انها هي السعادة، وتنسون أيام وسنين آتيه لا يعلم أي طرف منكم هل سيكون هذا هو الحال أم ستكونين أنتِ مع رجل آخر في بيته وتكون أنت مع زوجة في بيت آخر...... ألا تفزعكم هذه الفكرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
" ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً , ولا تعزموا عقدة النكاح حتي يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم " صدق الله العظيم
أظنكم جميعاً تعلمون ما المقصود بــــ ((( لا تواعدوهن سراً ))) .
إذاً يا شباب أتريدون المكسب البعيد بقليل من الصبر وكثير من الدعاء والطاعة و التقوه؟ أم المكسب القريب وقليل من السعادة وترك المستقبل بكثير من الشقاء؟
الحل في أيديكم، وأتقوا الله و أطيعوه. بسم الله الرحمن الرحيم " من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيعُ أجر المحسنين " صدق الله العظيم .
ارجو من الله تعالى أن يكون قد وفقني في إيضاح وجهة نظري وأن تشرفوني بالتعليق علي الموضوع.
وهدانا وهداكم الله الي طريق الصواب.